ماهو الذكر ؟؟
من الواضح ان ذكر العبد الفاني لله القديم القدير الغني ، لا قيمة له ، لكن ذكر الله القادر العليم الحكيم الأزلي لعبده الذليل المسكين ذو قيمة كبيرة . ذلك لأن ذكر الله متصل وخالد ، حيث لا تأخذه سنة ولا نوم ، أما نحن فتأخذنا الغفلة والفناء ، لهذا كان العلماء في ذكر دائم لله كما وصفهم الله في القرآن
(( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ))
(( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والأصال )) .
منافع ذكر الله
ان أفضل طريق لقضاء الحاجات ، والنجاة من المهالك والأمراض المزمنة وضيق المعيشة ، والسؤد والعزة وعلو المرتبة ، والتسلط على الخصم ، وفتح الأمور وكشفها ، والعلم بالضمائر والسرائر هو ذكر الله .
أي الأنس بالله الأزلي السرمدي . وقد طلب الله من الأنسان ان يذكره كثيرا ، رغم أنه جعل لباقي العبادات حدا
(( يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ، وسبحوه بكرة واصيلا )) .
الذكر الكثير : سئل الامام الصادق عليه السلام : من قال (( سبحان الله )) مئة مرة كان ممن ذكر الله كثيرا ؟؟
قال عليه السلام : نعم .
كما روي عنه عليه السلام ان يذكر العبد ربه مئة مرة كل يوم واذا واجه الحرام والذنب وطغيان الشهوة ذكر الله فقال (( الله اكبر )) أو (( سبحان الله )) ، عندها يكون قد ذكر الله كثيرا .
اقسام الذكر
ينقسم الذكر الى خمسة اقسام :
الأول : ذكر اللسان ان يذكر الانسان ربه بلسانه في كل حال ، ويشتغل بالذكر
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله ( ألا أعلمكم خمس كلمات خفيفات على اللسان ، ثقيلات في الميزان ، يرضين الرحمن ، ويطردن الشيطان ، وهنَّ من كنوز الجنة ، ومن تحت العرش ، وهن الباقيات الصالحات ؟ )) قالوا : بلى يا رسول الله . قال صلى الله عليه وآله : (( قولوا سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم )) .
هذه التسبيحات جُنة من النار ، وحرز من الحريق والغرق ومن السقوط في البئر ، ومن الوحوش . فمن قالها بعد الصلاة ( 40 ) مرة أعطاه الله ما يشاء ، ومن قالها (30 ) مرة غفرت ذنوبه .
الثاني : حمد الله على نعمة بالقلب واللسان
الثالث : ذكر الله عند المصائب . روي عن ام سلمة زوجة النبي قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : (( ما من مسلم تصيبه مصيبة ،فيقول في ما أمره الله عز وجل : انا لله وانا اليه راجعون ، اللهم اجرني في مصيبتي واخلف علي خيرا منها ، الا آجره الله عز وجل في مصيبته ، وأخلف له خيرا منها )) .
قالت : فلما مات ابو سلمة رضي الله عنه قلت : واي رجل خير من ابي سلمة أول بيت هاجر الى رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم اني قلت فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وآله .
لذلك على المؤمن ان يرضى بقضاء الله عليه .
الرابع : ذكر الله عند المصيبة ، ان يذكر الانسان ربه عندما يهم بارتكاب معصية ، ويدرك بأن ربه حاضر وناظر ، وأن يخشى عقابه ، فيقلع بذكره ذاك عن ارتكاب المعصية . وهذا النوع من الذكر خير مما سبقه .
روي عن امير المؤمنين عليه السلام قوله : (( والذكر ذكران الله عز وجل عند المصيبة ، افضل من ذلك ذكر الله عندما حرّم عليك فيكون حاجزا )) .
الخامس : الذكر المستمر . روي عن الامام جعفر الصادق عليه السلام قول : (( أشد الأعمال ثلاثة : انصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى لها منهم بشيئ الا رضيت لهم منها بمثله ، ومواساتك الأخ في المال ، وذكر الله على كل حال وليس سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله فقط ، ولكن اذا ورد عليك شيئ من امر الله أخذت به ، واذا ورد عليك شيئ نهى الله عز وجل عنه تركته )) .
جعلنا الله واياكم من الذاكرين لجلاله الكريم بكرة واصيلا