عن أبي هريرة " رضي الله عنه " أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) قال :
" ما نقص مال من صدقة ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه "
رواه مسلم
# لغويات الحديث الشريف :
العفو : الصفح عن الإساءة
عزا : رفعة وقوة
تواضع : تذلل وخضع لله
# دلالة حروف وكلمات الحديث الشريف :
تكرار النفي ب " ما " : توكيد لفظي يؤكد على استحالة ما يظنه البعض من أن الصدقة تنقص من المال والعفو يذل الإنسان
كلمة " صدقة " : جاءت نكرة بدون ألف ولام لتعم وتشمل جميع أنواع الصدقات كبيرة أو صغيرة
استخدام " ما – إلا " نفي بعده استثناء يؤكد المعنى
التضاد بين " تواضع ورفعه " : يؤكد المعنى ويوضحه
كلمة " عبدا " تدل على أن الله تعالى يحب أن يتصف عبده بالعفو
# معنى الحديث الشريف :
اشتمل الحديث على بعض مكارم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم وهي :
- الإحسان بالصدقة : فالصدقة تنمي المال ولا تنقص منه شيئا بأمر الله تعالى فالله تعالى يبارك في المال الذي تخرج نه الصدقة ويخلف الله على المنفقين
" وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه "
- العفو عن المسئ :
العفو خلق جليل وصف به الله تعالى نفسه ويحب لعباده أن يعفو بعضهم عن بعض وقد جعل الله تعالى العفو سببا للأجر العظيم
" فمن عفا وأصلح فأجره على الله "
وليس في العفو مذلة أبدا بل هو عزة ورفعة لشأن المسلم
- التواضع :
التواضع لله من أهم الصفات ومن مظاهره احترام الناس وإنزالهم منازلهم وتوقير الكبير والرحمة بالصغير وإرشاد الضال وبذل المعروف وحتى يكون التواضع سببا للرفعة لا بد أن يكون خالصا لله وحده
" اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم "