عن عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " :
" ليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذئ "
رواه الترمذي والحاكم
# لغويات الحديث الشريف :
طعّان : الطعّان هو العياب للناس الذي يكثر من وصفهم بالعيب ويذمهم ويغتابهم ( يذم الآخرين في وجودهم وفي غيابهم )
لعّان : اللعّان هو الذي يكثر من اللعن والسب للناس والدعاء عليهم
فاحش : فاعل الفحش أو قائله وشاتم الناس شتما قبيحا يقبح ذكره
بذئ : لا حياء له و " البذاء " هو الفحش في القول
# دلالة كلمات وحروف الحديث الشريف :
ليس : جاءت لتنفي صفة الإيمان الحقيقي عما ذكر من صفات سيئة مذمومة
حرف الباء في كلمة " بطعان " : حرف جر زائد جاء للتأكيد على عدم وجود الصفات السيئة بالمؤمن الحق فهو حرف للتوكيد
تكرار حرف " لا " في الحديث : توكيد لفظي
تكرار حرف العطف " الواو " : يدل على تعدد النقائص المتعلقة بالقول والفعل والتي يجب ألا يتصف بها المؤمن
جاءت كلمات " طعان ولعان على صورة صيغة المبالغة التي تلد على كثرة حدوث الفعل لتوضح أن من يفعل ذلك بكثرة ليس بمؤمن
أما كلمة " فاحش " فجاءت على صورة اسم الفاعل لتوضح أن المؤمن لا يجب أن يرتكب فحشا في قوله وفعله ولو مرة واحدة ومن يفعل فعليه بالاستغفار والتوبة
# معنى الحديث الشريف :
يؤكد لنا رسول الله " صلى الله عليه وسلم " أن المؤمن الذي يسعى دوما لرضا الله عز وجل لا يجب أن يتصف بالرذائل ولا بالصفات السيئة التي تسئ إلى غيره بل يجب أن يتصف بالفضائل والأخلاق الحميدة التي من شأنها أن تجعله محبوبا بين الناس يقدرهم ويقدرونه
وفي هذا الحديث ينفي " صلى الله عليه وسلم " بعض الرذائل عن المؤمن الحق وهو : الطعن واللعن والفحش والبذاءة وهي نقائص متعلقة بالقول والفعل فهي تسئ لنفس المؤمن وتسئ لغيره وتغضب الله تعالى
فعلى كل مؤمن الالتزام بالكلمة الطيبة والبعد عن الكلمة الخبيثة لما للكلمة من آثار نفسية على مستمعيها وقد
قال الله تعالى :
" ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار " (26،25،24)سورة ابراهيم